- هذا المنشور من عام ٢٠٧٩ م -
في عام 2014 ،، حد علمي إذا لم تخونني ذاكرتي أنه في أحد أيام شهر مايو يا حفيدي العزيز ،، عشنا ساعة من النعيم ،، ساعة واحدة فقط ،، كانت ساعة مقدسه ، لم ولن أنساها ،، عشنا خلال هذه الساعة نعيما" مترفا" وبذخا" كأنه الإسراف ...
في تلك الساعة ، جاءت الكهرباء يا حفيدي ، جاءت فجأة بعد غياب طوووويل ، فسارعنا كالمجانين ونحن نضحك بصوت عالي من شدة الفرح ، سارعنا إلى شحن الهواتف والكمبيوترات ورفعنا الماء الى خزان السطح بواسطة الدينمه ، وأستمتعنا كثيرا" بصوت السخانه والذي كان يبدو كما لو أنه صوت شخير دب صعلوك ،، ثم أضأنا البيت كاملا" ، حتى الحمامات أضأناها ،، لم تصدق جدران البيت ما يحدث ، فكانت تبتسم مستغربه كطفل فاق من نومه للتو ..
جمعت جميع أفراد عائلتنا ، انا / أبي / امي / اخوتي / عمتك سماء / وابوك ، كان ذلك اليوم ما يزال طفلا" / جدي / جدتي كانت متعبه لذلك اكتفت بمشاهدتنا بهدوء وإعجاب عجائزي .. أجتمعنا جميعنا والبيت مضاء كله وكأنه قطعة من قمر كسول ،، ثم بدأنا نغني بمرح أنيق :
طلع الضوء علينا _ _ من ثنيات اللمبات ..
وجب الشكر علينا _ _ ما أنزرع في الأرض قات ..
كنا نغني ونصفق ونضحك ، والبهجة _وليس العرق_ تتساقط من وجيهنا ،، فمجيء الكهرباء في تلك الأيام الداكنة ، حدث لا يتكرر إلا كل خمسين عام ولمدة ساعة واحده فقط ...
في تلك الساعة أيضا" يا حبيبي ليس فقط مجيء الكهرباء هو ما أسعدنا ،، فقد ذهبت مع عمك عتيق _ أخي _ كان عمره 17 سنه تلك الأيام ،، ذهبنا وملئنا المتور بالبترول ،، كنا سعيدين كما لو أننا وجدنا كنزا" ،، فقد كان البترول منعدم تلك الأيام ،، لا أحد يستطيع إيجاد قطرة واحدة ...!
والسبب أنه بعد سقوط الطاغية عفاش ، كان أعداء اليمن و الثورة يفتعلون الأزمات كي يجلعوا الشعب يركع مرة أخرى .. ولكن ذلك لم يحدث أبدا" ، فقد عرف الشعب طريق الجرية والحضارة .. ولو إستسلم الشعب لتلك الأزمات لما كنا كما نحن عليه الآن في جيلكم يا حفيدي ،، تعليم صح / خدمات عالية الجودة / عيش رغيد / دولة قوية / جيش واحد وقوة ضاربه / منتخب كرة قدم مشرف / إقتصاد شديد النمو / وهذه الألفه والمحبه والوحده بين ابناء جيلكم ..
لو ركع الشعب تلك الأيام لما اصبحت اليمن الآن قبلة الحضارة والكرامة ورمز الإنسانية ..
المهم ،، في ذلك اليوم عدنا إلى البيت وأدخلت المتور ،، ثم صلينا ذلك اليوم العشاء تحت أشعة الكهرباء ، كانت أول مره نصلي فيها بخشوع منذ عشرة أعوام ..
لكن بعد ساعة إنطفأت الكهرباء ف .......
_ حفيدي ،، هل لا زلت تسمعني ؟ حفيدي ؟
أها ،، حسنا" يا فؤاد جدو ،، ما دمت قد نمت سأكمل لك الحكاية غدا" إن شاء الله ..
* النهاية : قبله على جبين حفيدي ...
_ حذيفة الوري _
14/2/2079
