قصيدة رابعة وثمن الحرية
للشاعر أحمد صالح الشرعي ليروي لنا بعض مجازر الإنقلاب
أمٌّ مهرولةٌ تُخبئ طفلها
ترجو الأمان من الرصاص الجائلِ
وبدا الغلامُ بدهشةٍ متسائلاً !
ماجُرم أمِّي ماعقاب الجاهلِ؟
ذاك الصغيرُ الفذُّ بحَّ بصوتهِ
أمُّي متى القى جواب السائلِ؟
تحنو على رأس الصغير برقِّةٍ
وتضمهُ في أنَّةٍ وتـذلُّـلِ
صبراً بنيَّ على الجواب فانَّهُ
لون الأسى ومذاقهُ كالحنظلِ
ماكان ذنبك غير أُمٍّ حرِّةٍ
رُزقتْ بطفلٍ للبطولة ناهلِ
وببغتةٍ سمعَ الكلامَ مقاتلٌ
فتح الزناد بخسَّةٍ وتطاولِ
الأمُّ هامسة تُثبتُ طفلها
إيَّاكَ أن تخشَ صدام الباطلِ
ولقد رآه الطفلُ يخرج حقده
من غمدهِ وينثُ جُرم القاتل
العلجُ أفرغ حقدهُ مستعجلاً
أنهى حديثها بخمس قنابلِ
في هذهِ الأثناء شيخٌ طاعنٌ
يبغي النجاةَ من الحميم الهاطلِ
فيحثُّهُ خوفٌ على طيِّ الخُطى
ويصدُّهُ إرثُ السنين المثقلِ
قنَّاصة أدَّتْ مهمَّة قتله
ألقت به أرضاً بغير تمهلِ
وبساحة المشفى أنينٌ صامتٌ
يدمي القلوب يصيبها في مقتلِ
يسكرون من دمنا بكأسٍ باردٍ
ودماؤنا تغلي كغلي المرجلِ
أمرٌ من الجنرال هذا نصه
فلتحرقوا المشفى بمن في الداخل
لاتتركوا بشراً ولاحجراً عدا
من بالدنية والمذلة قابلِ
ولقد ذهلت لمنظرلقتلى أسىً
فالوجه مكتئبٌ كوردٍ ذابلِ
جثثٌ بقارعة الطريق كأنها
حبَّات رملٍ في ضفاف الساحل ِ
فصخور رابعةٍ أحست بالأسى
ويفتها كالعصف دمع الأرملِ
جنبات رابعةٍ ستروي مارأت
جدرانها نطقت كشخصٍ عاقلِ
عتباتهاحبلى بثكلى فاجعٍ
ورصيفها مجرى لدمٍ سائلِ
.
ولقد رأيت الشمسُ تحني رأسها
شكراً وعرفاناً أمام الباسلِ........
**************
وليس هذا سوى قطرة من محيط الظلم الذي يمارسه الإنقلابيون المجرمون.